“أكبر خطأ ارتكبناه هو أننا ظننا أن الاندماج سيحدث تلقائيًا.”
Paul Scheffer, “Het multiculturele drama,” NRC Handelsblad, 29 januari 2000.
رغم أنني لا أزال في بداياتي مع اللغة الهولندية، إلا أن الحاجة لفهم هذا المجتمع من الداخل دفعتني إلى الغوص في تاريخه وثقافته وفكره.
لم أكتفِ بما يعرف بالعموم، بل ذهبت أقرأ في السياسة، والثقافة، والتاريخ، والفكر، بحثًا عن فهم أعمق، لا عن حكم جاهز مطلق ،أثناء البحث، صادفت مقالًا قديمًا لكاتب هولندي بارز : ” بول شيفر” نشره عام 2000 بعنوان “المأساة متعددة الثقافات”، وما زال صداه حاضرًا حتى اليوم.
وبعد أن قرأت المقال بتمعن، أردت أن أكتب لكم كلاجئ في هذه البلاد الواسعة..
ما أكتبه ليس دفاعًا ولا هجومًا، بل محاولة لبناء جسر حقيقي: بين مجتمع يحتاج فهماً واقعيًا لتركيبته،
ووافد جديد يبحث فقط عن فرصة ليكون إنساناً فاعلاً فيه.
بول شيفر قالها بنقد واقعي، لكنه رآها من زاوية خوفٍ لا من نافذة أمل، المقال نقديٌّ في ظاهره، لكنه وقع في فخ اختزال الإنسان كتهديد ديموغرافي وثقافي وديني.
“الاندماج لا يحدث تلقائيًا، نعم.
صحيح، لكنه أيضًا لن يحدث إذا كان المشهد العام يتعامل مع اللاجئ كتهديد لا كقيمة.”
ولا يحدث في ظل طوابير الانتظار، ولا حين يُترك الإنسان سنوات خلف جدران البيروقراطية،
ولا في ظل تحويل الإنسان إلى ملف إداري أو ورقة ضغط انتخابي.
“ماذا لو كانت المأساة ليست في فشل اللاجئ بالاندماج، بل عدم نجاح المجتمع نفسه في رؤيته إنسانًا؟”
كثير من السياسات الأوروبية لم تنظر إلى اللاجئ كطاقة معرفية، بل اختزلته في مسكن ومخصصات،
وغرقت في الشعارات دون تحويلها إلى آليات ذكية ومنصفة.
ليست المشكلة في وجود اللاجئ بعينه، بل في غياب مشروع واضح لكيفية احتواءه وتفعيل قدراته والاستفادة منه ككنز معرفي وحضاري.
إن السياسات البيروقراطية المعقدة هي التي تعيق الاندماج الفعّال.
“الاندماج الحقيقي والمأمول ينجح حين يُمنح اللاجئ فرصة ليكون ذاته، وحين نقبله كقيمة مضافة لمجتمعنا لا كتهديد.”
“محمد نجم: فنان وناشط صحفي من سوريا”









