في مشهد سياسي منقسم وتعب عام من الشعبوية، يبرز اسم هنري بونتنبال، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي (CDA)، كأحد أبرز المتنافسين على منصب رئيس الحكومة، بعد قفزة لافتة في استطلاعات الرأي التي منحته 24 مقعدًا، متجاوزًا حزب VVD ومتقاربًا مع ائتلاف GroenLinks-PvdA، فيما لا يزال حزب PVV متصدرًا بـ29 مقعدًا.
ما يميّز بونتنبال، بحسب المحللين، ليس فقط نتائجه المتقدمة، بل أيضًا الأسلوب الذي يقدّم به نفسه: سياسي محافظ، متزن، عقلاني، بعيد عن الشعبوية والصراعات الشخصية. يُنظر إليه كبديل ناضج في زمن تبحث فيه فئات واسعة من الناخبين عن خطاب يعيد الثقة ولا يغذي الانقسام.
إلا أن تحوّله إلى “مرشح الأمل” لا يخلو من تحديات، إذ سبق أن جُرّبت ظواهر مشابهة مثل بيتر أومتسخت الذي خيّب التوقعات، ما يدفع المراقبين للتساؤل عما إذا كان بونتنبال قادرًا فعلًا على الصمود تحت الضغط، خاصة مع تسليط الأضواء عليه في المناظرات القادمة.
مع ذلك، يراهن داعموه على قدرته في خوض هذه التجربة بثبات، مستندًا إلى تجربة حزبية راسخة، وسلوك سياسي منضبط، وأداء مقنع في لحظات مفصلية كمناظرته الشهيرة ضد ماريولاين فابر التي وصفت بأنها “نقطة تحوّل” في حملته.









